تأتي الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد نزار عبد القادر محمد ريان والأمة الإسلامية تحتفل بالذكرى الأولى لربيعها.
ولأن لكل زمن رجاله، لم ولن يولد صلاح الدين أو الفاروق عمر لتحرير فلسطين.
بل يولد المجاهدون ليكتبوا أمجاد الإسلام من جديد، فكان نزار ريان شهيدًا في معركة الفرقان، حيث توحّدت ألوان الطغاة والمعتدين على سكب رصاص غدرهم فوق قطاع المجاهدين والشهداء والعلماء.
القائد أبو بلال لم يكتف بكونه رجلًا شرعيًّا إمامًا وخطيبًا، داعيًا وأستاذًا مشاركًا بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة، بل ارتدى "جعبته" ونزل إلى الميدان حاملًا قاذف الياسين!
شهيدنا القسامي عشق الجهاد منذ الصغر، وأحب العلم أيضًا، واعتقل عدة مرات من قبل الصهاينة نحو أربع سنوات.
كما اعتقل من قِبَل السلطة عدة مرات، وعُذِّب في سجونها عذابًا شديدًا، وكان أبطال الاعتقال محمد دحلان ورشيد أبو شباك.
حصل شهيدنا على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1402هـ، وتتلمذ على جمع من أبرز مشايخها كشيخه المحبب الشيخ عبد الرحمن البراك.
وكانت له دراسة على الشيخ ابن جبرين. وعمل بعدها في الجامعة الإسلامية معيدًا مدة ست سنوات، ومن ثَمَّ حصل على درجة الماجستير من كلية الشريعة الغراء بالجامعة الأردنية في تخصص الحديث الشريف وذلك سنة 1990م بتقدير ممتاز.
كما كتب في "الشهادة والشهيد"، فجمع أحاديثها من مطلق كتب السنة النبوية، وصنّفها موضوعيًّا، وخرَّجها، وحكم عليها بدرجتها.
ونال درجة الدكتوراه من السودان بجامعة القرآن الكريم، وكتب الرسالة عن "مستقبل الإسلام: دراسة تحليلية موضوعية" سنة 1994م بتقدير ممتاز.
حصل على رتبة الأستاذ المشارك سنة 2001م، كما حصل على رتبة الأستاذية سنة 2004م.
منذ اللحظة الأولى لانخراط الشيخ في الدعوة الإسلامية رابط على الثغور، وأرسل شيخنا ابنه إبراهيم لتنفيذ عملية استشهادية يوم 2/10/2001م.
وذات مرة، طالبت قوات الاحتلال عبر اتصال، صاحب أحد بيوت المجاهدين بإخلاء البيت استعدادًا لقصفه، فصعد إلى منزل هذا المجاهد؛ لكي لا يتم قصفه ودعا الناس إلى ذلك، فشاركه الكثيرون من أبناء المخيم في ذلك، وحمى في ذلك اليوم بيت المجاهد من القصف.
وتكررت العملية كثيرًا، وكان في كل مرة يصعد الشيخ على المنازل المهددة بالقصف، فهو أول من سنَّ ذلك حمايةً لبيوت المجاهدين.
وفي مطلع عام 2009م، قرر الصهاينة قصف بيت الدكتور الشهيد، ولكنه رفض أن يخرج من بيته، كيف لا وهو الذي كان يرابط على بيوت الناس من أجل حمايتها.
وبقي الشيخ في منزله. والعجيب في ذلك أنَّ زوجاته الأربع رفضن الخروج من البيت أيضًا، وفضّلن الموت واللحاق بالشيخ!
وهذا دليل كبير على معاملة الشيخ الطيبة، وبعد دقائق قصف البيت على 16 شخصًا من آل ريان، واستشهدوا جميعًا.
الكاتب: محمد الخواجا
المصدر: جريدة السبيل